التخطيط لحملة تبرعات ناجحة
إن الإقدام على العمل الخيري واقتحام كافة مناحي واتجاهات تكوينه ,يتشكل في البداية من العمق الخيري المتأصل لدى الفرد بكل كيانه وتعبيرات نشأته وكيفية تدريبه النفسي وترويضه الاجتماعي على المشاركات الخيرية دون انتظار أى عائد مادي أو مقابل معنوي,
ومن هنا تأتى التكوينات الخيرية من جمعيات ومؤسسات وكيانات خيرية متكاملة,ولكي يكون لنا دور متنامي نحن وغيرنا ومن نهدف لمشاركاتهم معنا,فعلينا أن نحدد خططا ًواضحة المعالم حين الإقدام على دعم مؤسسة خيرية ما وجمع تبرعات لها أو المشاركة الفعالة لجمع تبرعات لمنطقة منكوبة في وقت ما أو أزمة من الأزمات الاقتصادية, وغالبا ًما تبؤ المشاركات الخيرية غير المنظمة بالفشل والتشتيت وضياع قيمة ذلك العمل وتعرضها لبعض السرقات,أما في حال التخطيط الجيد والتنسيق السليم لعملية جمع التبرعات المادية أو العينية لمؤسسة خيرية أو ظرف طاريء في مكان ما ,فنجد أن الحملة وقتها تحقق الغاية المرجوة منها وبأعلى النسب المتوقعة والمأمولة,ولهذا كان لابد من تنظيم الخطوات لمراحل عملية ناجحة لحملة تبرعات خيرية:
وقبل البدء في تنفيذ حملة جمع التبرعات يجب التوقف قليلا وإدارة الحملة بشكل منظم مع محاولة الاستفادة من علوم الإدارة في التخطيط والتنظيم والتنفيذ وأولى خطوات التخطيط للحملة إعداد دراسة جدوى للقيام بالحملة وتعبر دراسة الجدوى عن مسح موضوعي للمؤسسة لتحديد الهدف من الحملة وتقييم احتماليّة نجاح حملة جمع التبرعات وحجم المال المتوقع كما يتم تحديد الأساليب التي ستتبع في تنفيذ الحملة ومدى جدواها مع تحديد الجهات التي يمكن أن تدعم الحملة .
ومهمة هذه الجدوى هي الكشف عن مدى استيعاب المجتمع لعمل المؤسسة وتحديد قادة الرأي المؤثرين في مجال جمع التبرعات وما هو الوقت الأنسب لبدء الحملة وأهم الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ الحملة مع التقديرات المحتملة لحجم المال المتوقع الحصول عليه من خلال كل وسيلة بعد تحديد الجمهور المستهدف للحملة ودراسة خصائصه جيدا وما إذا كان هناك جهات أخرى تتنافس لجذب نفس المتبرعين ودراسة احتمالية التنسيق مع هذه الجهات أو إتباع أساليب أخرى أشد تأثيرا.
كما يمكن لدراسة الجدوى أيضا أن تكشف عن بعض المشاكل الخاصة ببرامج المؤسسة المستقبلية فقد تكشف الدراسة أن التوسع في نوع ما من النشاط قد يفقدها المتبرعين أو يقلل من أعدادهم فتتجه بالتفكير إلى برامج أخرى.
وتتم دراسة الجدوى بواسطة عدد من المستشارين عبر مجموعة من الاستبيانات المشتملة على أسئلة موجهة لمجموعة من المتبرعين القدامى أو قادة الرأي في المجتمع أو الشركات التي ربما تدعم الحملة للوصول إلى دراسة مستفيضة للمجتمع المحيط للاطلاع على مدى إدراكه لنشاط المؤسسة وجدواه وينبغي أن تشتمل الدراسة أيضا على تحديد الأشخاص القائمين بالحملة ومهاراتهم المختلفة وكيفية تطوير هذه المهارات.
*كيفية وطرق جمع التبرعات:
هناك مجموعة من الأساليب التقليدية لجمع المال مثل وضع الصناديق في المساجد أو المدارس أو المستشفيات مع وضع ملصق بجوارها يحتوي علي بعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية التي تحث على فعل الخير مع نبذة تعريفية بالمؤسسة ومجال عملها كرعاية الأيتام أو أطفال الشوارع أو تشغيل الأرامل.....
إلا أنه لاشك أن تطوير الأساليب التقليدية وتحديثها سيساعد في جلب المزيد من الموارد مثل "البوسترات" والأسواق والمعارض الخيرية والحفلات ودعوات العشاء لرجال الأعمال والحصول على رعاية الشركات والحملات البريدية المنظمة وأيضا الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة.
*استحباب تواجد رعاة للحملة:
للحصول على دعم ورعاية الشركات لابد أن تضع نفسك مكان الشركة الراعية لتحديد ما الذي يحفزها على استقطاع قدر من المال لدعم أنشطة المؤسسة ومما يساعد على ذلك رسالة واضحة تعدد مزايا هذه الرعاية والفوائد التي تعود على هذه الشركة وكلما حددت مجالا معينا يمكن للشركة أن تدعمك من خلاله كلما ساهم ذلك في جذب الشركات نحو الرعاية ولابد من اختيار الوسيلة المناسبة لهذه الرعاية سواء كانت عن طريق الدفع النقدي أو عن طريق تخصيص جزء من أوقات العاملين للتطوع أو الاستفادة من خبراتهم التي تنقصك أو حتى استغلال مبنى أو شقة يملكها بعضهم لإقامة معرض أو سوق خيرية أو تقديم جوائز من منتجات الشركة للمتسابقين أو للمتفوقين أو الحصول على خصم لأعضاء المؤسسة كخصومات في أسعار تذاكر الأطباء أو تخفيض سعر الدواء من قبل الصيدليات أو عروض مجانية أو مخفضة للفئات التي تشملها المؤسسة بتقديم الأدوات المدرسية أو الزي المدرسي للطلاب من الأيتام أو الفقراء والمستحقين .
والأهم وقبل كل ما سبق ,هو استحضار النية أولاً لله تعالى ولا تشوب هذه المبادرات أي نوع من الرياء أو التفاخر للقيام بذلك العمل الجليل ,الذي يكون مساره مبتدئاً بالقلب النقي وينتهي إلى فقراء الله ـ عز وجل ـ حتى لا ينحاز بنا ذلك المسار الطيب عن منتهى الطريق الذي هو غاية كل مؤمن ,ألا وهى جنة المأوى ـ بإذن الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق